كتب محمد عبدالله سيد الجعفرى
هاشتاج ظهر مؤخرًا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، ورغم أنه تم تدشينه لأول مرة عام 2014 بواسطة عدد من الحسابات التى يمتلكها عناصر من الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان، إلا أنه أصبح يحظى الآن بانتشار واسع فى أوساط حسابات بعيدة عن تنظيم الجماعة وعناصرها.وبحسب مراقبين،
فإن الوضع الاقتصادى قد أصبح أكثر ترديًا رغم مرور عامين، على إطلاق دعوة «ثورة الغلابة»، وفى الوقت الذى تزداد فيه وتيرة الغضب والاحتقان لدى الشارع المصر تزداد محاولات الإخوان الجماعة للاستفادة من المشهد وركوب الموجة فى أى لحظة، بينما تتصاعد الدعوات للتظاهر فى 11 نوفمبر المقبل ضد الغلاء.. فى هذه السطور تطورات الدعوة للتظاهرات وتطورها والداعين له
تحت هذا التاريخ بدأت حركة تسمى «ضنك» تابعة لجماعة الإخوان الدعوة للتظاهر فى عام 2014، إثر الأزمات المتتالية المتعلقة بانقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار جزئيًا، وعلى الرغم من أن الحركة حاولت نفى علاقتها بأى فصيل سياسى؛ إلا أن صفحات الجماعة كانت تؤيد التحركات والدعوات بشكل كبير،
وطالبت الحركة المصريين بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء بسبب كثرة انقطاع التيار فى ذلك الحين، وهو ذات الأمر الذى دعت له الصفحات الأيام الماضية التى طالبت بالعصيان المدنى تمهيدًا لعمليات التظاهر، الذى بات وشيكًا بين الحين والآخر.
وتسببت أزمة تظاهر الأمهات لنقص ألبان الأطفال فى التمهيد لعودة تلك الدعوة مجددًا، ورغم عدم إعلان الإخوان لمسئوليتها عن الدعوة للتظاهرات خلال العام الماضى، ومحاولتها نفى علاقتها بالدعوات العام الماضى، إلا أن فيديو لـ«ياسر العمدة» صاحب أول هاشتاج لـ«حركة غلابة» بحسب ما أعلنه فى فيديو له على قناة مكملين الأيام الماضية، والذى أعلن فيه عن مسئوليته عن تلك الحملة مهاجمًا النظام الحالى فى برنامج «مع زوبع»،
ويعمل ياسر فى قناة الشرق الإخوانية، ويقيم فى تركيا منذ فترة كبيرة، ويعد هو المؤسس للحركة بدعم تركى بحسب ما أوضح مقربون منه.أصدر ياسر العمدة بعض البيانات التى تشمل قيامه بتدشين حركة تسمى حركة غلابة، مفادها أن الغلابة هم الفئة المستهدفة، والتى يجب أن تنال حقها فى الموارد والثروة،
ثم نشر عدد من المقاطع المصورة يتبرأ فيه من كونه تابعًا لجماعة الإخوان، وفى نفس الوقت دافع عنهم عدة مرات.ولم تكد تمر أيام على إطلاق الدعوة لتظاهرات 11 نوفمبر، إلا أيام وظهر الإعلامى أحمد موسى ليحذر من تلك الحركة والدعوات، وكونها تابعة لجماعة الإخوان وهو ما رد عليه العمدة بفيديو آخر تبادل فيه الاتهامات مع موسى.من جانبه قال المحامى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ناصر أمين فى تصريح لة .. إنه لم يعرف بعد عن الحملة ولا الدعوات التى تطالب بها، ولكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها المواطن المصرى تؤهل بطبيعتها إلى ما يشبه الاحتجاجات.
وأضاف: «أى محاولة يشوبها تواجد من قبل جماعة الإخوان غالبًا ما يكون مصيرها الفشل، نظرًا للوضع السيئ ما بين قطاع كبير من الشعب وبين جماعة الإخوان».
شريف الروبى المتحدث باسم حركة 6 إبريل، قال: «الحركة حتى الآن لا تعرف أى مصدر لتلك الدعوات، وإذا كانت تستهدف حقًا الفقراء ومحدودى الدخل وتحسين طرق معيشتهم فسنكون معهم بكل تأكيد فى ظل الظروف الطاحنة التى يمر بها المواطنون»
واستطرد: «لكن يبقى السؤال: من هم الداعون إلى تلك الاحتجاجات؟ فحتى الآن لم تظهر فى الصورة إلا بعض الأيادى الإخوانية، وبمجرد معرفة أى تواجد إخوانى فى المبادرة تكون قد نُسفت من الأساس، إذ أنهم ليسوا دعاة مصلحة عامة».
وتابع الروبى، «الإخوان دائمًا ما يتسمون بالكذب، فهم خدام لأى نظام، حتى وإن كانوا ظاهريًا ضده، وهناك الكثير من الأمثلة التى تنفى أن يكون الإخوان من بين أجندتهم خدمة الفقراء، وحتى الآن نحن فى مرحلة البحث ولم نتأكد ممن وراء هذه الدعوات، فبعد انتهاء مرحلة البحث والوصول إلى جهة بعينها سيكون الرد، ثم سنقوم بالتنسيق مع بقية الحركات إما بالموافقة أو بالرفض، وفى كلتا الحالتين سنقوم بإصدار بيان يحمل وجهة نظرنا وقرارنا تجاه تلك الدعوات، فقد تكون دعوة مسمومة فيجب التصدى لها».
من جانبه، قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن الدعوات المتعلقة بارتفاع الأسعار وحالة الاحتقان فى الشارع باعتبارها مؤكدة، لا يمكن أن ننكرها بالفعل، ويجب العمل على معالجتها بشكل سريع قبل أن يصل الأمر إلى حالة غضب فى الشارع من خلال التظاهر أو غيره، وهو الأمر الذى سيستغله الإخوان وبدأوا يستفيدون منه.وشدد عودة على أن الحكومة قد لا تعير اهتمامًا للأمر إلا أنها قد تؤثر بشكل كبير فى مجريات الأوضاع، خاصة فى ظل وجود طرف يحاول طوال الوقت الاستفادة من كل الأجواء غير المستقرة،
وأكد على أن الضريبة المضافة التى تصل إلى 14فى المائة ستؤدى إلى كوارث، وأنها ستؤثر على الاستثمار بشكل كبير جدًا.من جانبه قال محمد فاروق الخبير الاقتصادى، إن تلك الدعوات وطباعة الهاشتاج على الجنيه المصرى وجهان لعملة واحدة، حيث تعد ذات اتجاه سلبى بالنسبة للمواطن المحلى الذى فقد الثقة فى الجنيه وشعر بانعدامه فإن مثل هذه الأمور تزيد من نسبة الإحباط لديه وانعدام العملة المحلية واصبح السعب منقسم مع التظاهر ومع الدولة ضد الاخوان الشعب يعيش فى ظروف صعبة بسبب ارتفاع الاسعار وقلة الخدمات .ولا يوجد من يحبو على الشعب من الظلم والقهر